نقاط على الحروف
الشرذمة الشرقية والوحدة الغربية.. هكذا يرانا الغرب!
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ يعيش العالم فلسفة المقارنة بين الشرق والغرب. ممّا لا شك فيه بأنَّ المنتصر الأساسي في الحرب العالمية الثانية على المستوى الاستراتيجي هو الأميركي الذي وضع منذ تلك المرحلة مخطّط الشرذمة بهدف السيطرة على كلّ شيء.
الغرب الموحّد
يعمل الغرب على توحيد صفوفه، بشكل دائم، على مستوى القرارات الاستراتيجية، ويمكننا انصاف هذه التجربة بالرغم من عدم الموافقة على أخلاقيات الدول الغربية في الوصول إلى أهدافها.
لقد نجحت أوروبا تدريجيًا في الوصول إلى اتحاد أوروبي جامع ومتكامل ومتماسك، فكانت تجربة اليونان المالية خير دليل على أهمية وحدة الاتحاد الأوروبي، في المقابل كذلك كان خروج بريطانيا منه عبارة عن تجربة إيجابية للاتحاد الذي بقي متماسكًا بعد خروجها.
الوحدة الغربية كذلك ظهرت في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة لها في الغرب بهدف السيطرة على ثروات الشعوب، فكان تثبيت الدولار عملةً مشتركة للتبادلات المالية والنفطية معيارًا للوحدة الغربية بهدف التحكّم بأسعار النفط.
في المقابل؛ سكتت الولايات المتحدة الأميركية على الدور الأوروبي في التحكّم بدول إفريقيا لسنوات، بالإضافة إلى تقاسم التلاعب في منطقة غرب آسيا بهدف الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الغربية.
الشرق المتشرذم
انطلاقًا من الحقبة عينها التي تحدثنا عنها- أي نهاية الحرب العالمية الثانية- كانت خريطة غرب آسيا هدف الغرب للشرذمة وكذلك شرق آسيا، فكانت حرب فيتنام ومحاولات إفشال صعود الصين واحدة من عناوين الشرذمة في شرق آسيا.
أما في منطقتنا؛ فكان مشروع وجود الكيان الصهيوني بين مجموعة دول قُسمت بحسب اتفاقية سايكس - بيكو بداية الشرذمة في غرب آسيا. وقد تكون أخطر عناصر الشرذمة تلك التي حصلت بين الدول العربية عبر عدة حروب وفتن مثل: الفتنة السنية - الشيعية، الحرب على سورية، الحرب في ليبيا، تقسيم السودان، بالإضافة إلى ما سُمّي حينها بالربيع العربي.
لم تُخفِ الولايات المتحدة الأميركية مشاريع الفتنة والتقسيم؛ فكانت مشاريع كونداليزا رايس في الشرق الأوسط، وأمثلة غيرها كتلك التي نشرها الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي رالف بيترز عنوانًا للشرذمة على أسس دينية.
بين وحدة الغرب والشرذمة الشرقية؛ صعدت دول وواجهت مشاريع الغرب عبر توحيد الجهود الاستراتيجية في الشرق المتشرذم. هذه المواجهة أسهمت في عدم نجاح مشاريع عديدة؛ مثل إسقاط سورية، أو إسقاط القضية الفلسطينية؛ حيث نشهد اليوم وحدة الساحات في مساندة غزّة، بالإضافة إلى عدم إسقاط اليمن.
مشروع مواجهة الشرذمة في الشرق تخوضه اليوم دول المواجهة للمشروع الغربي مثل إيران وروسيا والصين وحلفاء لهم في العالم عبر منظمة شنغهاي ومجموعة دول البريكس وغيرها.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/04/2025
هل تصلح مقولة "سويسرا الشرق" للبنان؟
26/04/2025
السفارة الإيرانية تُحبط مخطّط رجي
24/04/2025
الاستسلام للمهزوم
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| 31 شهيدًا في غارات "إسرائيلية" على قطاع غزة منذ فجر اليوم
فلسطين المحتلة| الاحتلال يطلق الرصاص تجاه مركبات الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس
لبنان| إقامة حفل تأبين الفقيد المجاهد محمد حسن النمر
لبنان| تأجيل اعتصام رابطة الأساتذة المتعاقدين المقرر غدًا بعد فتح باب المفاوضات مع وزارة التربية
الولايات المتحدة| ترامب: ماركو روبيو سيتولى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي
مقالات مرتبطة

ماذا تحمل الإدارة الأميركية الجديدة لمنطقتنا؟

إجهاض مشروع الشرق الأوسط الكبير

التصعيد الامريكي في سوريا: قراءة في الخلفيات والأهداف

هوية المستضعفين

افتتاح مؤتمر "غرب آسيا المقاوم.. أي نظام عالمي جديد؟"

الصحف الإيرانية: مفاوضات نووية مرتقبة وتحديات إقليمية في ظلّ غطرسة ترامب

مؤتمر MEAD.. مخاوف "إسرائيلية" من القرارات الأحادية لأميركا في المفاوضات مع إيران

مشاريع غامضة تنتظرها ... ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟

توصيات لترامب من معسكر المحافظين الجدد حيال الشرق الأوسط
