منوعات ومجتمع
استئصال ورم معقّد ونادر جدًا.. إنجاز يعكس التفوق الطبي في مستشفى الرسول الأعظم "ص"
في خطوة متقدمة على صعيد الطب والجراحة في لبنان، تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الرسول الأعظم (ص) من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق، حيث تم استئصال ورم نادر جدًا ومعقد يعرف بـ "غلوموس جوجولار تيمور" (Glomus Jugulare Tumor) من قاعدة الجمجمة. الورم الذي امتد من منطقة الرأس حتى الرقبة، وكان ملتفًا حول الشريان السباتي وعدد من الأعصاب الحيوية، تم استئصاله بنجاح بفضل الخبرة الفائقة للفريق الطبي.
تعد هذه الحالة نادرة للغاية، حيث أن الورم الذي تم استئصاله يعتبر من أصعب الحالات الجراحية بسبب موقعه الحساس والضيق بين الأعصاب والشرايين الكبرى. المريضة، فتاة عشرينية، كانت تعاني على مدار أكثر من عام ونصف من أعراض شديدة، مثل الطنين النابض في الأذن اليمنى، فقدان السمع التدريجي، ضعف جزئي في عصب الوجه، صعوبة في البلع، وتغير في نبرة الصوت، ما جعل حالتها الصحية تسوء بشكل تدريجي.
تشخيص معقد وعلاج مبتكر
بعد استشارة العديد من الأطباء في الخارج الذين أكدوا صعوبة حالتها وتعقيدها، تم اتخاذ القرار بإجراء عملية جراحية معقدة جدًا تتطلب مهارات عالية وتخطيطًا دقيقًا. بفضل التنسيق المثالي بين الأطباء في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، تم إجراء العملية تحت إشراف الدكتور حسن دياب، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، الذي يقود فريقًا طبيًا ذو خبرة كبيرة في التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة.
أما الدكتور أحمد عودة، اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب، فقد لعب دورًا محوريًا في نجاح العملية، حيث قام بإجراء "تشميع" دقيق للورم الذي كان يحتوي على تروية دموية عالية جدًا. التشميع هو إجراء يتضمن إغلاق الأوعية الدموية المغذية للورم لتقليل خطر النزيف أثناء الجراحة، وهو أمر بالغ الأهمية في مثل هذه العمليات، حيث إن الورم كان يقع بالقرب من الشريان السباتي، أحد أكبر الأوعية الدموية في الجسم.
وفي حديثه لموقع العهد الإخباري عن هذه العملية الجراحية النادرة، قال الدكتور حسن دياب: "نحن في مستشفى الرسول الأعظم (ص) نعتز بما حققناه في هذه العملية، وهي واحدة من أصعب وأدق العمليات التي تم إجراؤها في لبنان". وأضاف "الورم كان ضخمًا، يلتف حول الأعصاب والشرايين الرئيسية في منطقة حساسة للغاية، لكن بفضل العناية الدقيقة والإعداد المسبق، تمكنا من استئصال الورم بالكامل دون التسبب بأي ضرر للأعصاب أو الأوعية الدموية المحيطة".
أهمية النجاح الطبي
نجاح هذه العملية، وفق دياب، يُعد إنجازًا كبيرًا في مجال الجراحة العصبية والجراحة الدقيقة للأورام، ويعتبر خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة مستشفى الرسول الأعظم (ص) كمؤسسة طبية رائدة في لبنان والعالم العربي. وأضاف "الورم الذي تمت إزالته كان واحدًا من الأورام النادرة عالميًا، إذ لا يتم استئصال أورام مشابهة في العديد من مراكز الجراحة المتقدمة، حتى في بعض الدول المتقدمة".
يتابع الدكتور دياب حديثه عن تفاصيل العملية قائلًا: "كانت هذه العملية من أكثر العمليات تعقيدًا التي عملنا عليها، فالورم كان ضخمًا جدًا ويمتد لأكثر من 6 سنتيمترات. الاستئصال الكامل للورم من دون التأثير على الأعصاب أو الشرايين هو نجاح كبير. الفريق الطبي هنا في مستشفى الرسول الأعظم (ص) يمتلك الكفاءة والخبرة اللازمة لتنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة، وأثبتنا مرة أخرى أننا قادرون على مواجهة التحديات الطبية الكبرى".
ما هي التحديات التي واجهها الفريق الطبي؟
حول التحديات، يوضح الدكتور دياب: "أهمها كانت تتعلق بموقع الورم الحساس". ويقول "الورم كان يقع في قاعدة الجمجمة، حيث يلتقي عدد من الأعصاب الحيوية والشرايين الرئيسية التي تتحكم في وظائف الجسم الأساسية مثل السمع، والحركة، وحتى التنفس"، ويضيف "أي خطأ بسيط قد يؤدي إلى نتائج كارثية، لذا كان الفريق الطبي في حالة استعداد كامل لمواجهة أي طارئ أثناء العملية".
الدكتور دياب يؤكد أنه "عندما نتحدث عن عمليات من هذا النوع، فإن التعامل مع الورم يتطلب جراحة دقيقة للغاية"، ويقول "لدينا في مستشفى الرسول الأعظم (ص) تجهيزات طبية متطورة وأحدث التقنيات الجراحية التي تتيح لنا أداء مثل هذه العمليات بنجاح"، ويشير إلى أنه "كان من الضروري أن نكون جاهزين لجميع الاحتمالات وأن نتعاون بشكل فعال بين مختلف الاختصاصات، من الجراحة العصبية إلى الأنف والأذن والحنجرة".
إنجاز يعكس التفوق الطبي
أما بالنسبة للفتاة التي خضعت للعملية، فقد خرجت من المستشفى في حالة صحية جيدة، بحسب دياب، بعد عملية استئصال ناجحة، بعد أن كانت تعاني من العديد من الأعراض الشديدة التي تؤثر على حياتها اليومية. كانت حالتها الصحية تزداد سوءًا بشكل مستمر، لذلك كانت العملية ضرورية للغاية.
ختامًا، نقل دياب عبر العهد امتنان المريضة وعائلتها للفريق الطبي الذي عمل بلا كلل أو ملل من أجل تقديم أفضل علاج لها. كما أبدوا تقديرهم الكبير للجهود المبذولة من جميع الأطباء في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، معتبرين أن هذا الإنجاز يعكس التفاني والاحترافية العالية التي يتمتع بها طاقم المستشفى.
إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع
12/03/2025
صداع الصائم مشكلة شائعة.. أسبابها وعلاجها
التغطية الإخبارية
لبنان| إندلاع حريق في أحراج عكار العتيقة
إعلام العدو: موجة الحرائق مستمرة حتى الآن وشبهات بأنها مفتعلة
لبنان| الشيخ العيلاني يواصل جولته على المرجعيات لبحث شؤون صيدا والاستحقاق البلدي
عدنان منصور لـ"الأقصى": ما يجري في غزّة إبادة جماعية وصمت عربي غير مقبول
حماس تدعو إلى حراك عالمي لنصرة غزّة في يوم العمّال العالمي
مقالات مرتبطة

إعلان لوائح "التنمية والوفاء" لعضوية مجالس بلديات حارة حريك وبرج البراجنة والغبيري

جنبلاط: بداية مرحلة جديدة ومستعد للذهاب إلى دمشق مجددًا.. من أهان النبي والإسلام يجب أن يحاسب

الرئيس بري لرئيس لجنة وقف إطلاق النار: عليكم إلزام "إسرائيل" بالاتفاق

اللواء شحيتلي لـ العهد": اللجنة الخماسية "غير عادلة" وتساعد "إسرائيل" على إكمال "مهمتها" في لبنان

الوزير رسامني لـ"العهد": سنعمل على تحويل الوعود إلى واقع ملموس

جائزة لمستشفى الرسول الأعظم (ص) من اتحاد المستشفيات العربية

مستشفى الرسول الأعظم "ص": صمود في وجه الحرب وتطلعات نحو مستقبل أفضل للمجتمع المقاوم

بالصور| احتفال تكريمي للشهيد محمد نور الدين في برج البراجنة

مستشفى الرسول الأعظم (ص) تزفّ الموظف محمد نور الدين شهيدًا
