التحريض السياسي في مشان والمغيري الجُبيليتيْن يُطيح بالتوافق البلدي التاريخي

ما قصّة الانتخابات البلدية، في بلدتي مشان والمغيري، في قضاء جبيل؟ خلال اليوميْن الماضييْن، برزت البلدتان على قائمة التحريض الطائفي الذي تقوده جهات معروفة باستغلالها للمواسم الانتخابية تنفيذًا لأجنداتها ومصالحها. الأزمة بدأت مع إعلان خبر مقاطعة الأعضاء المسيحيين للانتخابات البلدية والاختيارية ترشّحًا ومشاركة، وهو ما يدفع للتساؤل والاستفسار لمعرفة حقيقة ما جرى.

في مشان، يتألّف المجلس البلدي من 7 أعضاء شيعة و2 موارنة، منهم نائب الرئيس، يختارهم 1023 ناخبًا شيعيًا مقابل 150 ناخبًا مارونيًا، غير أن نيّة تغيير هذه القاعدة نسفت بأجواء التوافق التي خيّمت لسنوات طويلة على المعارك البلدية.

وفي التفاصيل، أطاحت المطالبة بـ 3 أعضاء بالتوافق، والذي لطالما كان مكرّسًا، وفقًا لما يقوله أهالي بلدة مشان وفعالياتها الروحية والاجتماعية. أمّا في بلدة المغيري، فيتألّف المجلس البلدي من 9 أعضاء، 5 شيعة و4 موارنة، يكون رئيسه شيعيًا ونائبه مسيحيًا. وعلى غرار مشان، أطاحت المطالبة برئاسة البلدية لمدة 3 سنوات بالتوافق، والذي كان عرفًا سائدًا في البلدة؛ كما يؤكد آل حمدان والحاج.

هذه المطالبات ترافقت مع تغريدة النائب السابق فارس سعيد، حمّل فيها الثنائي الوطني مسؤولية خروج المسيحيين من المجلس البلدي. ودور سعيد هذا يؤكده المتابعون للحراك الانتخابي، في بلدات جبيل، بأنّ سعيد يقف وراء قرار المقاطعة والشحن الطائفي الذي اعتاد عليه في تصريحاته وتغريداته اليومية.

بالموازاة، أصدر أهالي البلدتيْن بيانًا شدّدوا فيه على أن: "التوازن القائم، في بلدتي مشان والمغيري، لم يخرج عن سياقه التاريخي أبدًا". وقالوا "هذا التوازن وضعه أهلنا الذين صاغوا هذه الألفة بتعب السنين الطويلة، وحرصوا على أن نبقى إلى الأبد نفسًا واحدة، وإن تعددت أفكارنا وتنوعت. وهما تعيشان وفقًا لأعراف تاريخية راسخة، لا تقوم على المحاصصة العددية، ولا على استقواء فريق على آخر. لذلك، هذه المطالبات الجديدة جاءت بتحريضٍ ذي أبعادٍ سياسية".

ويُشير أهالي بلدتي مشان والمغيري، في قضاء جبيل، في حديثهم لموقع "العهد" الإخباري إلى أن: "خطوة مقاطعة أبناء البلدتيْن العزيزتيْن على قلوبهم ترك أثرًا سلبيًا لديهم"، ورأوا فيها خطوة مؤسفة تشكّل شرخًا داخل البلدة الواحدة".

هذا؛ وعلم موقع "العهد" بأنّ هناك جهودًا تُبذل على المستويات كافة من أجل إعادة الأمور إلى نِصابها، بمعزل عن الانتخابات البلدية والاختيارية ونتائجها.

جبيلجبل لبنانالانتخابات البلدية والاختيارية 2025

إقرأ المزيد في: خاص العهد