جولة روما النووية.. تفاهم حول سلسلة من المبادئ والأهداف 

أثمرت الجولة الثانية من المفاوضات النووية غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية عن التوصل إلى تفاهم حول بعض الأطر الرئيسة والأهداف، وكذلك الاتفاق على استمرار المحادثات حيث تحدّد موعدين؛ الأول فني الأربعاء المقبل، والثاني سياسي السبت لتقييم نتائج المفاوضات الفنية، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، جولة روما بأنّها "جيدة"، و"تتقدم نحو الأمام".

الدبلوماسي الإيراني هادي أفقهي عرض في حديث لموقع العهد الإخباري أسس المفاوضات، وأكد أن الركائز التسع التي طرحها علي شمخاني، المستشار السياسي لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، تعكس رؤية طهران الاستراتيجية في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى بشكل عام وأنها لا تتعلق فقط بالملف النووي، بل تشمل التوجهات السياسية والدفاعية والمواقف الإقليمية، التي تشكل إطارًا شاملًا للسياسة الإيرانية في التعامل مع الضغوط الغربية.

رفع العقوبات: شرط السيادة والحرية الاقتصادية

وأضاف أفقهي: "إيران تعتبر رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل القوى الغربية هو أحد المطالب الرئيسية في أي مفاوضات"، موضحًا أن "هذه العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية كانت تهدف بشكل أساس إلى إضعاف الجمهورية الإٍسلامية اقتصاديًا وحجز قدرتها على التصرف بحرية في الساحة الدولية".

ووفقًا لأفقهي، فإن هذه العقوبات لا تتعلق فقط بالجوانب الاقتصادية، بل تشمل محاولة إضعاف قدرة إيران على الدفاع عن نفسها من خلال الحد من قدرتها على تطوير تقنيات أساسية في مجال الطاقة النووية والقدرات العسكرية، وقال "ترى إيران أن رفع العقوبات ليس مجرد مطلب اقتصادي، بل هو شرط سيادي لا يمكن التنازل عنه".

رفض نموذج ليبيا والإمارات

وشدد أفقهي على رفض بلاده التام للتنازلات التي قد تؤدي إلى إضعاف قدراتها الدفاعية، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، لأنها تعتبر تجربة ليبيا والإمارات دروسًا لا يمكن تكرارها في المفاوضات النووية، فبعد أن تخلت ليبيا عن برنامجها النووي في تسعينيات القرن الماضي، تعرضت في النهاية لضغوط شديدة من قبل الغرب، وانتهت بتفكيك الدولة الليبية. 

ولفت أفقهي، في ختام حديثه لموقعنا، إلى أن "أي تسوية قد تؤدي إلى إضعاف قدراتها النووية أو العسكرية تعتبرها طهران بمثابة خيانة للسيادة الوطنية، ويعتبر هذا النهج بالنسبة لها غير قابل للمساومة، حتى في أحلك الظروف".

التوازن في المفاوضات: توازن القوة والحقوق

وفي هذا السياق أيضًا، رأى الخبير بالشؤون الإيرانية الدكتور محمد شمص أن السياسة الإيرانية تشير إلى أهمية التوازن في المفاوضات، وهو ما يعكس استراتيجيتها في التعامل مع القوى الكبرى، حيث أنها تسعى إلى بناء علاقات دولية تقوم على المساواة والاحترام المتبادل، حيث لا يمكن لطرف واحد أن يملي شروطه على الطرف الآخر، وبالتالي فإن المفاوضات بالنسبة لإيران هي عملية بناء توازنات بين الحقوق والواجبات. من هنا، بحسب شمص، يجب أن تُحترم حقوق إيران في تطوير قدراتها النووية السلمية وفي الحفاظ على أمنها القومي.

ولفت شمص إلى أن الإنجازات النووية التي حققتها إيران في مجالات تخصيب اليورانيوم وتطوير التكنولوجيا النووية السلمية تعتبر عناصر أساسية في استراتيجية الأمن القومي، لافتًا إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي عقب انتهاء جولة روما اليوم السبت 19/4/2025 بخصوص "مدّة استمرار المفاوضات الأمیرکیة - الإیرانیة التي تتوقّف على سيرها وتقدّمها"، وأن "الحفاظ على الإنجازات الفنية والنووية لإيران يُعَدُّ ضرورة لا غنى عنها في هذا المسار".

وعلّق شمص على تصريح بقائي بالقول: "إيران تؤكد أنها لا تزال مستعدة للشفافية والتعاون مع المجتمع الدولي، ولكنها في ذات الوقت تُصر على أنه لا يمكن المساس بأي من إنجازاتها النووية، وتدرك تمامًا أن الشكوك الدولية التي تُروجها القوى الغربية ما هي إلا أداة ضغط سياسية تهدف إلى إضعافها وتفكيك قدراتها الدفاعية".
 

الولايات المتحدة الأميركيةالاتفاق النووي الايرانياميركاطهرانايران

إقرأ المزيد في: خاص العهد