آراء وتحليلات
أي ارتباط بين الميدان ومفاوضات وقف إطلاق النار ؟ قراءة عسكرية ميدانية
بالتوازي مع المخاض الحساس الذي تشهده محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو "الإسرائيلي"، كان لافتًا تصاعد العمليات العسكرية على الجبهة الجنوبية، مع ارتفاع مستوى اعتداءات العدو الجوية على المناطق اللبنانية كافة، وتحديدًا في عمق العاصمة بيروت، وبشكل تجاوز وتيرة تلك الاعتداءات حتى الآن؛ فهل من ارتباط بين ارتفاع مستوى التصعيد في حركة الميدان وبين ما وصلت إليه مفاوضات التوصل إلى وقف إطلاق النار؟ وأي تأثيرات لكل جانب على الآخر؟.
بداية، من الضروري الإضاءة على الخطوط الأساسية لحركة الميدان حاليًا، والتي يمكن تحديدها بالآتي :
بخصوص عملية التوغل البري لوحدات العدو داخل الأراضي اللبنانية، يمكن القول إن محاولات العدو توسيع سيطرته، ضمن ما أسماها المرحلة الثانية من عمليته، انحصرت في نقطتين فقط هما:
- الأولى في القطاع الغربي، حيث وصلت بعض عناصر وحداته الخاصة إلى المنطقة الفاصلة بين طير حرفا وبين شمع على المحور الغربي، دون النجاح في تثبيتها في أي موقع بشكل آمن، حيث تسقط له إصابات كبيرة مقابل عدم تحقيقه أي إنجاز عسكري، يمكن عدُّه في دائرة الأهداف التي وضعها لعمليته البرية، وأهمها السيطرة على قواعد المقاومة وبنيتها العسكرية في تلك المنطقة من القطاع الغربي. وما يؤكد الفشل في تحقيق هذه الأهداف، هو استمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ والمسيرات على شمال الكيان ووسطه، وبوتيرة مرتفعة ومتصاعدة.
- الثانية في القطاع الشرقي وتحديداً في جنوب كفركلا والعديسة حتى تخوم طلوسة شرقاً، وحيث يمكن أن نستنتج من بيانات المقاومة حول تنفيذها استهدافات صاروخية مركزة لوحدات العدو في تلك المنطقة وتثبيتها على تلك التخوم، أن بعض وحدات العدو استطاعت الوصول إلى تلك المنطقة في القطاع الشرقي؛ بالمقابل ما زالت وحداته - ورغم الجهود الضخمة التي تضعها في سبيل ذلك- تفشل في تحقيق أي تقدم ميداني في بلدة الخيام، والتي تُعتبر السيطرة عليها أساسية وضرورية للعدو للنجاح في تحقيق أهداف مناورته على القطاع الشرقي.
أيضاً، ما يؤكد فشله في تحقيق أي إنجاز عسكري يُعتد به لعمليته البرية في هذا القطاع، هو استمرار المقاومة في تنفيذ مناورة صاروخية ومسيرة انطلاقاً من تلك المنطقة، وبطريقة متصاعدة بفعاليتها وبتوسعها داخل عمق الكيان وصولاً إلى "تل أبيب" ومحيطها .
طبعاً، هذا الفشل في تحقيق إنجازات ميدانية وعسكرية من عملية التوغل البري للعدو، وخاصة في المرحلة الثانية منها، والتي حددها الأخير جغرافياً بين ١٠ و ١٢ كلم داخل الاراضي اللبنانية، مع تكبد جيشه خسائر بشرية موجعة، انعكس على موقف العدو في مفاوضات التوصل إلى وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي كان يراهن على نجاح وحداته في تحقيق اندفاعات ميدانية ذات قيمة عملياتية وعسكرية داخل الأراضي اللبنانية، تعثرت كل محاولاته هذه، رغم مرور أكثر من شهرين على بدء هجومه البري، ورغم الجهود الضخمة التي وضعها لعمليته .
من هنا، ومع هذا التعثر الميداني والعسكري للعدو داخل الأراضي اللبنانية، والذي قابله تصعيد لافت في استهدافات المقاومة الصاروخية والمسيرة داخل الكيان، ومع فشل مناورة العدو التدميرية الواسعة على كل الأراضي اللبنانية في تحقيق أهدافها لدفع المقاومة وبيئتها الحاضنة والشعب اللبناني بشكل عام إلى الاستسلام والرضوخ، تقدمت حظوظ وفرص التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وإلى سلوك تسوية سياسية مقبولة من لبنان والمقاومة، وذلك بعد أن تخلى العدو ( كما يبدو) عن الكثير من الشروط غير المناسبة التي كان قد وضعها لوقف إطلاق النار ولحصول التسوية السياسية.
حزب اللهالمقاومةالجيش الاسرائيليعاموس هوكشتاين
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
01/05/2025
ماذا يستفيد العراق من تفاهم أميركا وإيران؟
29/04/2025
كيف سقطت "F18" الأميركية في البحر الأحمر؟
29/04/2025
الشرع يقبل بما رفضه الأسد
28/04/2025
إعادة الإعمار واجب وطني لا مساومة فيه
التغطية الإخبارية
اليمن| السيد الحوثي: إعلان مشروع مصعد البراق خطوة خطيرة في مسار تصاعدي ضمن مساعي العدو إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة التامة على المسجد الأقصى
اليمن| السيد الحوثي: العدو يستخدم التجويع كسلاح قاتل والمشاهد المفجعة والمؤلمة والمحزنة لأطفال الشعب الفلسطيني محزنة جدًا
اليمن| السيد الحوثي: شبح المجاعة يهدد أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعًا على مرأى ومسمع من المجتمع البشري
لبنان| إقفال باب قبول طلبات الترشيح في سرايا زغرتا وفوز مقاعد اختيارية بالتزكية
اليمن| السيد الحوثي: العدو "الإسرائيلي" قتل أكثر من 12400 امرأة وتقدر نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن بالثلثين من مجموع الشهداء
مقالات مرتبطة

الحاج حسن: داعمون للدولة وحاضرون للحوار والنقاش

الوزير رسامني لـ"العهد": سنعمل على تحويل الوعود إلى واقع ملموس

حزب الله وحركة أمل يُطلقان لوائح المجالس البلدية والاختيارية في جبيل وكسروان

بيرم: ماضون على نهج المقاومة

مخيّمات تطوعية كشفية.. مقاومة شعبية لإزالة آثار العدوان

الاتحاد العمالي في الجنوب: لا نجاة إلّا بالمقاومة ولا عدالة بلا استقلال اقتصادي

"هنا الضاحية".. ردّ الأهالي أقوى من صواريخهم وجبروتهم

المفتي قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة فريسة دولية.. والحكومة تدوس على كرامة شعبها

عزّ الدين: نزع سلاح المقاومة هدفٌ صهيوني – أميركي وأدوات الداخل رأس الحربة في المشروع

وقفات شعبية حاشدة في 66 ولاية بالمغرب دعمًا لغزّة ورفضًا للتطبيع

اعتداءات العدو تتواصل.. الطيران المسيّر يستهدف "بيك آب" ورابيد بميس الجبل جنوب لبنان

حسابات ما بعد التغيير في سورية: "إسرائيل" تعرض على أميركا خطة توسيع احتلالها في لبنان

العدو يسعى للسيطرة على دروز سورية

الأونروا: نفاد الإمدادات الطبية بغزّة والاحتلال يمنع إدخال المساعدات منذ 7 أسابيع

65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال

ميقاتي: الحديث عن نيّة "اسرائيل" تمديد مهلة وقف إطلاق النار مرفوض

هوكشتين: انسحابات الجيش "الاسرائيلي" ستستمر حتى خروجه من لبنان

لبنان يرفض اتفاق إذعان..العين على الميدان .. والكرة في ملعب ثنائي العدوان

بري: الوضع جيد مبدئيًا وضمان موقف "الإسرائيليين" على عاتق الأميركيين
