انطلاق أعمال المؤتمر الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" في صنعاء: "لستم وحدكم"

انطلقت في العاصمة اليمنية صنعاء، السبت 22 آذار/مارس 2025، أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث "فلسطين قضية الأمة المركزية" تحت شعار "لستم وحدكم"، بمشاركة يمنية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي سيستمر حتى يوم 25 من شهر رمضان، حضورًا علمائيًا، ورسميًا تقدمُّه العضو في المجلس السياسي الأعلى في اليمن عبد العزيز بن حبتور، نائب رئيس الوزراء اليمني محمد مفتاح، عدد من أعضاء مجلس الوزراء والنواب والشورى، رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي، ناشطون ووفود متضامنة مع غزة ومناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني من مختلف بلدان العالم وإعلاميون وباحثون، وقيادات سياسية ومجتمعية يمنية.

وألقى نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور أحمد العرامي، كلمة قال فيها: إنّ "هذا المؤتمر ينعقد لمناقشة 7 محاور مهمّة تتعلَّق بالعديد من المواضيع المهمة والإستراتيجية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية".

وأوضح العرامي أنّ "المؤتمر الدولي الثالث يقدّم اليمن بهويته الإيمانية الصحيحة في ظل قيادة إيمانية قرآنية بعيدًا عن التبعية الأميركية"، مشيرًا إلى أنّ "معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها الإنساني".

من جهته، قال ممثّل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة، في كلمته في المؤتمر، إنّ "جريمة العدو الصهيوني في يوم 17 من هذا الشهر التي خلَّفت أكثر من 600 شهيد وألف جريح، تكشف عن حقيقة إجرامه المتأصِّلة في طبيعته وفشله في كسر إرادة المقاومة".

وشدّد أبو شمالة على أنّ "المحتل لا يملك أمر الدفاع عن احتلاله، وجرائمه تُرْتَكب أمام مرأى من المجتمع الدولي بقيادة أميركا"، مؤكدًا أنّ "هجمة العدو لن تثني الشعب الفلسطيني والتفافه حول المقاومة باعتباره الخيار الناجح في مقاومة العدو".

وختم أبو شمالة كلمته قائلًا: "إنّ اليمن هو النموذج الحي للأمة، وموقفه في ظل العدوان الأميركي عليه رسالة قوية بأنّ الأمة قادرة على النهوض بمسؤوليتها".

وفي كلمته، أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي أنّ "لا حل بالتسويات السياسية، بل فيما قام به طوفان الأقصى ومعارك تحرير غزة ومعارك جبهات الإسناد قاطبة وخصوصًا جبهة اليمن".

واعتبر عبد المهدي أنّ "عصرًا جديدًا قد بدأ"، قائلًا: "عصر الاستفراد بأهلنا في غزة انتهى ومعادلة المقاومة الجديدة، ونقل المعركة إلى قلب الكيان هي معادلة ستكسر حصارهم (الصهاينة) لغزة".

وألقى البرلماني في جنوب أفريقيا زيولفين مانديلا، حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، كلمة قال فيها: "هذا المؤتمر الدولي يناقش ركنًا مهمًّا يتعلَّق بالقضية الفلسطينية"، مؤكدًا أنّ "واجبنا هو مواجهة الحرب الإعلامية للأعداء، وعلينا بناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين".

وأضاف مانديلا: "لا تهديد ولا تخويف سيجبر جنوب أفريقيا على سحب دعواها ضد كيان العدو الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية"، داعيًا الناشطين من جميع أنحاء العالم إلى "تكثيف جهودهم من أجل فلسطين، وجعل الانتفاضة الإلكترونية أكثر فعالية، وفضح آلية الأعداء الإعلامية".

من ناحيته، دعا العضو في المجلس المحلي المنتخب في الولايات المتحدة، كريستوف هلالي، إلى "الاتحاد في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية"، ونادى بالحرية لفلسطين واليمن، مؤكّدًا أنّ "اليمن وفلسطين في قلب واحد ويمكننا بالكفاح الشامل هزيمة العدو "الإسرائيلي"".

بدوره، قال النائب الإيرلندي، ميك والاس وكلير، إنّ "الاستعمارية الغربية لم تذهب فما زالت، وتجسّدها "إسرائيل"، وهم (الصهاينة) يبرّرون جرائمهم بمواجهة ما يسمّونها البربرية والتحضر". وتساءل: "هل من يرتكب المجازر في غزة متحضّر؟ هل أميركا والأوروبيون متحضّرون وهم يرون المجازر في غزة؟"، معتبرًا أنّهم "عندما يرون المجازر ويصمتون فإنّهم غير متحضّرين".

من جانبه، قال الصحافي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار: "إنّ الشعب اليمني جسَّد البطولة في الدفاع عن غزة، وهذا نابع من أصالته ومبادئه الحيّة"، قائلًا: "سنقف بكل ما في وسعنا لنصرة الشعب الفلسطيني"، فيما ألقى الناشط الإعلامي المخرج التلفزيوني المصري، ممدوح علوان عطية، قصيدة شعرية أشاد فيها بصمود أهل غزة.

وألقت الناشطة الإعلامية اللبنانية، سندس الأسعد، كلمة جاء فيها: "جئناكم محملين بكل معاني الإباء والصمود، وهيهات لنا أنْ نهنأ بالعيش وشعب فلسطين يذبح في غزة والضفة".

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، ألقى رئيس المؤتمر، العضو في المجلس السياسي الأعلى، عبد العزيز بن حبتور، كلمة المؤتمر حيث رحّب فيها بضيوفه، وأكد أنّ "اليمن يساهم بشكل مباشر في الدفاع عن أبناء غزة في ظل استمرار جرائم العدو"، جازمًا بأنّ "محور القدس والجهاد ثابت على موقفه، ولن يكون المجاهد الفلسطيني بمفرده كما أكد قائد (حركة أنصار الله) السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي".

محاور المؤتمر

وسيناقش المؤتمر خلال 3 أيام 173 بحثًا وورقة عمل تم قبولها من أصل 272 بحثًا وورقة عمل تم التقدُّم بها لمشاركين وباحثين وناشطين من "اليمن، فلسطين، لبنان، تونس، ليبيا، مصر، الهند، ماليزيا وناشطين ومشاركين من دول أجنبية".

ويسعى المؤتمر إلى دراسة الأبعاد الإستراتيجية لمعركة "طوفان الأقصى" والأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وتحليل انتفاضة الجامعات الأميركية والأوروبية وفضح واقع ديمقراطية الغرب.

غزةاليمنطوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: اليمن