نقاط على الحروف
"أشرف الناس" عادوا منتصرين...
ونال أهل المقاومة برَّ النّصر حين أنفقوا ممّا يحبّون.. بل أنفقوا أكثر ما يحبّون ومَن يحبّون.. لذا، عند الرابعة فجرًا، وفي لحظة دخول وقف إطلاق النّار حيّز التنفيذ، رآهم كلّ أهل الأرض وهم ينطلقون قوافل حبّ وعزّة.. إلى الجنوب، إلى البقاع، إلى الضاحية.. عائلات البذل الجميل اتجهت نحو مسقط قلبها، أرض المقاومة، حرّرت الدموع الحبيسة من مآقيها، وأطلقت العنان للشوق الذي في صدورها، ومشت.
من أين نبدأ، والمشهد يحوي ألف ألف حكاية؟
من قرى الجنوب، حيث التراب يحكي حكاية الحرب وما رأى؟ وصل أهل المقاومة أرضهم بعد نزوح مُرّ، وشوق كأنه الدهر.. هناك، تراهم ينحنون ليقبّلوا الأرض المشبعة بآثار الشهداء، ليشمّوا عبق خطوات رجال الله.. وتراهم يتعانقون والدمع كما الزغاريد لغة يوم النصر.. في القرى الحدودية ورغم سيل الترهيب الإعلامي الذي عمد إلى بثّ الخوف في قلوب أهلها، بدت الصورة أوضح وأجمل: تلك القرى هي الحافّة الأمامية التي شكّلت درع البلاد طوال فترة الحرب، واستحال صدرها ساحة اشتباك تلقّن العدوّ شرّ هزيمة، خلّف المهزوم بقاياه مرميّة على الأرض، ومن شدّة حنقه حاول من مخابئه ترويع العائدين.
أم من قرى البقاع، حيث رفعت كلّ منها شارة النّصر مطرزة بما وهبت في خطّ المقاومة من دم أبنائها ومن عرق جبينها المتمثّل في البيوت والأرزاق التي عمد العدو طوال الحرب إلى استهدافها وتدميرها؟ وصل العائدون إلى البقاع. تحلّقوا حول صور الشهداء وزغردوا النّصر بدموعٍ أبية.. هناك، حيث خزّان المقاومة والشهداء وأرض السيد عباس الموسوي، رأينا كيف يكون الوفاء بأجمل صوره، وبدا كأن الأرض المشتاقة ترفع ذراعيها لتستقبل أولادها الذين حزّ قلوبهم الشوق إليها.. عادت العائلات وكثير منها وجدت بيوتها ركامًا وأرزاقها مدمّرة.. فشمّت في الركام والدمار رائحة العزّة والبذل، ورفعت إلى السماء عينين تستضيئان بنور زينب (ع) وقالت لم نرَ إلًا جميلًا.
أم نبدأ من الضاحية، مدينة الحبّ التي غمرها العدوّ بوابل حقده طوال أيام العدوان.. قوافل سيّارة ومشاة دخلت الضاحية على وقع أناشيد النّصر، وصيحات "لبيك يا نصر الله".. صور الشهداء تستقبل العائدين، ورائحة الحرب المنبعثة من الركام تلفح وجوه المشتاقين للطرقات وللمحال وللبيوت ولدفء المدينة الحلوة.. عمّال ينشطون في فتح الطرقات وفي إصلاح ما تيسّر كي تكون العودة آمنة والاستقرار السريع ممكنًا.. والناس في الطرقات ولو بدون سابق معرفة، يتبادلون التبريك بالنصر.. تراهم عائلة واحدة التمّ شملها بعد شتات وبُعد.. المحال التجارية تفتح أبوابها ببطء وثقة.. صوت المواكب التي تعبر بين الحين والآخر، يثلج القلب المقرّح بالفقد.. وكلّ أهل المقاومة اليوم فاقدون وصابرون.. الروضة في الغبيري تجهّزت منذ الصباح الباكر لاستقبال العوائل التي ستزور أولًا أضرحة "الغوالي".. حين تمر بجانبها، يلفحك دفء الشهداء.. ولهفة أهلهم إلى ضمّة من فوق الضريح.
في الجنوب، في البقاع وفي الضاحية، نادى أهل المقاومة بكلّ ما فيهم من ألم الفقد وفيوض العزّة باسم السيّد.. ومشاهد الدّمع والحبّ الذي وصل قلوبهم بقلب سيّد شهداء الأمّة لا تكفي صفحات الدنيا لكتابتها.. في كلّ دروب العودة ووجهات العائدين، رأينا بسمة السّيد وقد أشرقت من بين الركام لتطمئن أشرف الناس وتبارك لهم بالنصر الذي وعدهم به.. أجل رأيناه حاضرًا في كلّ العيون، وسمعناه في كلّ الأصوات المنادية باسمه.. شوقًا وحبًّا وتبريكًا وأملًا بأنّنا "قد وفّينا".. سمعنا "يا أشرف الناس..." تهدر بصوته من كلّ الجهات..
حزب اللهالسيد حسن نصر االلهالمقاومةالجيش الاسرائيلينصر من الله
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/04/2025
هل تصلح مقولة "سويسرا الشرق" للبنان؟
26/04/2025
السفارة الإيرانية تُحبط مخطّط رجي
24/04/2025
الاستسلام للمهزوم
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| 31 شهيدًا في غارات "إسرائيلية" على قطاع غزة منذ فجر اليوم
فلسطين المحتلة| الاحتلال يطلق الرصاص تجاه مركبات الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس
لبنان| إقامة حفل تأبين الفقيد المجاهد محمد حسن النمر
لبنان| تأجيل اعتصام رابطة الأساتذة المتعاقدين المقرر غدًا بعد فتح باب المفاوضات مع وزارة التربية
الولايات المتحدة| ترامب: ماركو روبيو سيتولى منصب مستشار الأمن القومي الأميركي
مقالات مرتبطة

السيد الحوثي: العدوان الأميركي على اليمن مساندٌ للعدو "الإسرائيلي" ونقف جنبًا إلى جنب مع حزب الله

الحاج حسن: داعمون للدولة وحاضرون للحوار والنقاش

الوزير رسامني لـ"العهد": سنعمل على تحويل الوعود إلى واقع ملموس

حزب الله وحركة أمل يُطلقان لوائح المجالس البلدية والاختيارية في جبيل وكسروان

بيرم: ماضون على نهج المقاومة

من الذاكرة.. هكذا حيّا سماحة السيد العمّال في عيدهم

بيرم لـ"العهد": مجتمع المقاومة معجزة حيّة لا تُهزم
تلامذة المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم يزورون مرقد سيد شهداء الأمة

بالفيديو| سلسلة أوصيكم: "المهم أن لا تُسقِطك الضربة"

بالصور| في أول أيام عيد الفطر المبارك.. حشود غفيرة تُيمّم وجهها شطر مرقد سيد شهداء الأمة

الاتحاد العمالي في الجنوب: لا نجاة إلّا بالمقاومة ولا عدالة بلا استقلال اقتصادي

"هنا الضاحية".. ردّ الأهالي أقوى من صواريخهم وجبروتهم

المفتي قبلان: لبنان بلا جيش ومقاومة فريسة دولية.. والحكومة تدوس على كرامة شعبها

عزّ الدين: نزع سلاح المقاومة هدفٌ صهيوني – أميركي وأدوات الداخل رأس الحربة في المشروع

وقفات شعبية حاشدة في 66 ولاية بالمغرب دعمًا لغزّة ورفضًا للتطبيع

كاريكاتور العهد

الاحتلال يواصل عدوانه على الضفة: اقتحامات واعتقالات واعتداءات للمستوطنين في المدن والمخيّمات

كاتب صهيوني: نتنياهو وسموتريتش خفّضا ميزانية الإطفاء لمصلحة أموال "الائتلاف" وسبّبا تدميرًا واسع النطاق

"يديعوت أحرونوت": إجلاء جرحى دروز من سورية إلى الأراضي المحتلة

اعتداءات العدو تتواصل.. الطيران المسيّر يستهدف "بيك آب" ورابيد بميس الجبل جنوب لبنان

بالصور| تشييع الشهيد خالد تيسير نمور في بلدة العين البقاعية

بالصور| تشييع الشهيدين باسم جعفر وسلمان جمعة في روضة الحوراء زينب (ع) في الغبيري

بالصور| تشييع الشهيد عصام علي في بلدة تمنين التحتا

بالصور| تشييع الشهيد خليل إسماعيل في مدينة صور
