نقاط على الحروف
الإعلام عام ٢٠٢٣: الحرب امتحان!
ليلى عماشا
بين الحرب الإعلامية الطاحنة والدائرة رحاها بالشكل الأكثف في السنوات الثلاث الأخيرة، والتغطية الإعلامية للحرب في الأشهر الثلاث الأخيرة، قاسم مشترك واضح: الانقسام الحاد بين معسكر إعلامي يقاوم وآخر يقاتل المقاومة. بكلام أدقّ، إعلام حرّ وآخر خاضع، إعلام يحكي لغة أهل هذه الأرض، بكلّ لهجاتها وتنوعّاتها، وآخر ينطق بالعربية تمويهًا لعبرية مفاهيمه، وصهيونية طروحاته، إعلام يقول كلمتنا، نحن أهل المقاومة، في كلّ ملامحه، وآخر يقول ما تفرضه "عوكر" تعليمة بعد أخرى، في كلّ تفاصيل ما يقدّم.. إعلام يتنافس العاملون فيه على مراتب المصداقية والحقيقة، وآخر يتنافس المشغَّلون في إطاره على حضيض الكذب والتضليل.. إعلامنا نحن، وآخر هو إعلام الأمركة.
في الأيام التي سبقت اندلاع معارك طوفان الأقصى، بدءًا من فلسطين وصولًا إلى اليمن، مرورًا بالعراق وبلبنان، اتخذت الحرب الإعلامية بين المعسكرين طابعًا يكثّف سمات كلّ معسكر منهما، فالمعسكر المقاوم اعتمد الصدق والشفافية ومقاربة الوقائع كما هي، والمعسكر العوكري اعتمد الكذب والتعمية وتعميم الأوهام والأضاليل. حتى إذا حان ميقات المواجهة على الأرض، بين الصهاينة ومعهم الغرب كله، وبين المقاومة ومنها كلّ أهل الأرض، تكثّفت السمات في كلّ فرد من الإعلاميين بحسب المعسكر الذي ينتمي إليه، فرأينا، ممّا رأينا، إعلاما يزفّ الشهداء على طريق القدس، وآخر يستميت أفراده في التهويل وبثّ الانهزامية، صونًا لماء وجه الصهاينة المراق والآسن.. ورأينا إعلاما يبشّر بقرب انتصار الدم على السيف ويرفع الروح المعنوية المقاتلة في صفوف الناس، وآخر يصيغ أمنياته على شكل شعارات تجمّل الخيانة وتعمّم لفكرة "حريّة التعبير" عن العمالة. الحسن في الأمر أن زالت المنطقة الرمادية التي يعيث بها بعض الإعلام أحيانًا تحت مسمّى الحياد وادعاءً للموضوعية، فقد ساهم غبار المعركة بتوضيح المشهد وفرضت النار على الكلّ ضرورة التموضع الواضح: مع المقاومة بكل تشكيلاتها في محور الشرف أو مع الصهاينة بكل تصنيفاتهم في محور الشر، ولا منتصف بين المحورين، لا وسط.
نقترب من نهاية عام ٢٠٢٣ والذي شكّل الفصل الأخير منه امتحانًا للإعلام بشكل خاص: امتحان فاز فيه من تمسّك بجمر الحق في قبضته ورفع روحه على كفّه في العمل الميداني، من يناصر الحقيقة التي تقول بحتمية النصر واليقين به، من يشعر باللهفة الصادقة كي يكون جزءًا من انتصار المقاومة مستخدمًا أدواته كإعلامي وصحافي سلاحًا ضد العدو.. أما الساقطون، فهم أهل الخيبات المتلاحقة، مهما استماتوا في سبيل صناعة مشهد الانهزامية أو في ترجمة أحلامهم في خبر عن مجتمع يخضع بكلّه إلى عوكرهم، ومهما بالغوا في تصوير ما يسمّونه التفوق الصهيوني، مهما استضافوا من وجوه وأسماء "إسرائيلية" الهويّة أو الهوى، ومهما ضللوا..
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
28/04/2025
هل تصلح مقولة "سويسرا الشرق" للبنان؟
26/04/2025
السفارة الإيرانية تُحبط مخطّط رجي
24/04/2025
الاستسلام للمهزوم
التغطية الإخبارية
لبنان| بدء اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا برئاسة الرئيس عون
الطيران المسّير الصهيوني يدمّر منزلين جاهزين مأهولين فجرًا في بلدة حولا
القوات المسلحة اليمنية: نحيي المجاهدين في قطاع غزة وعملياتهم البطولية ضد العدو "الإسرائيلي" ونحن معهم حتى وقف العدوان ورفع الحصار
القوات المسلحة اليمنية: منظومات العدو فشلت في اعتراض الصاروخ بعون من الله
القوات المسلحة اليمنية: العملية نفذت بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2" وصل هدفه بنجاح
مقالات مرتبطة

حملات إعلامية مغرضة تستهدف إحباط بيئة المقاومة

أحداث البقاع... الإعلام الخليجي ينفخ في الفتنة

ترامب يقفل «الحرة»: لا نصر يرجى من الحرب الناعمة!

العلاقات الإعلامية في حزب الله تنعى 4 من فرسانها: سيظل الإعلام المقاوم قلعة حصينة في وجه العدوان

الموسوي: جريمة استهداف الإعلاميين تأتي لمنعهم من أداء رسالتهم في كشف حقيقة جرائم الحرب

التفاحة تُقسم إلى قسمين في مرفأ بيروت.. فكيف تُهرّب الأسلحة؟

بإيعاز من ترامب.. قناة "الحرة" تستغني عن موظفيها وتتّجه نحو الإغلاق

العلاقات الإعلامية في حزب الله: مواقف حزب الله تصدر حصرًا عبر البيانات الرسمية الصادرة عنه أو عبر تصريحات مسؤوليه

"الحدث".. أن يهين المشاهد عقله!
