الانتخابات البلدية والاختيارية 2025

الخليج والعالم

مفاوضات مسقط محور اهتمام الصحف الإيرانية: اليد العليا لإيران 
13/04/2025

مفاوضات مسقط محور اهتمام الصحف الإيرانية: اليد العليا لإيران 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم ‏الأحد‏، 13‏ نيسان 2025، باليوم الأول من أيام المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأميركا، والتي تمّت عبر الرسائل المكتوبة في عمان، وكثرت التحليلات لهذه الجولة ومستقبلها من قبل التيارات المتعدّدة في إيران، حيث تفاءل البعض بأن المفاوضات تمثل يد عليا لإيران وآخرون أبرزوا تشاؤمهم ويقينهم بعدم توصل المفاوضات إلى أية نتائج.

أفق المفاوضات غير واضح

كتبت صحيفة كيهان: " إنّ دراسة الأحداث التي سبقت محادثات أمس السبت في عُمان لا تشير إلى أفق واضح للتوصل إلى اتفاق مع ترامب (الرئيس الأميركي دونالد ترامب). ورغم التزام إيران وأولويتها في مسار الدبلوماسية، إلا أن عدم تصميم وتبني السيناريوهات والخطط الإستراتيجية البديلة في مجال الاقتصاد والمعيشة يشكّل مصدر قلق خطير للرأي العام داخل البلاد. إن تأجيل القضايا إلى المفاوضات هو استمرار لنفس المسار والسم القاتل الذي ألحق الضرر بالبلاد في عهد الاتفاق النووي وأدى إلى تقديم تنازلات من قبل المفاوضين في ذلك الوقت".

[...] بدأت المفاوضات أمس في ظل خضوع الأميركيين لرغبات فريق التفاوض الإيراني بشأن شكل وتوقيت وموضوع المفاوضات، وذلك مع فرض الأميركيين في الوقت نفسه عقوبات جديدة على إيران، استمرارًا لسياسة ترامب المعتادة في ممارسة أقصى قدر من الضغط والهجوم بهدف كسب المزيد من النقاط. ورغم كلّ التنازلات المتفائلة داخل البلاد، فإن العملية التي سبقت المفاوضات تشير إلى أن الجانب الأميركي ليس لديه أي نية لتصحيح سلوكه أو التراجع عن مطالبه غير العقلانية، وأن كلّ تحركاته تسير على نفس مسار سلوك ترامب في السياسة الخارجية الأميركية.

ورغم الثقة بوزير الخارجية الموقّر (عباس عراقتشي) والتمثيل الذكي لفريق التفاوض النووي، فإن استمرار التوجّه المناهض للدبلوماسية الذي يتبناه ترامب في أميركا هو الذي يدمّر آمال التفاهم والاتفاق. وحتّى المحللين الأميركيين يشكّكون في نجاح وجدوى المفاوضات مع ترامب.

إن الظروف الحالية وسياق المفاوضات، وكذلك النهج الأميركي، أسوأ حتّى مما كانت عليه في زمن الاتفاق النووي، كما يرى خبراء أميركيون ووسائل إعلام ومجلات السياسة الخارجية في الولايات المتحدة أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق مع ترامب، ويعتقدون أن حصة أميركا في فشل أي اتفاق محتمل وقابليته للتطبيق أكبر من حصة إيران.

[...] وأمام كلّ التحليلات المحلية والدولية حول المفاوضات الجديدة التي بدأت أمس، يبدو من الضروري تصميم سيناريوهات بديلة في السياسة الخارجية، فضلًا عن الاعتماد على خطط استراتيجية لتحسين اقتصاد البلاد وتحييد أداة ضغط العقوبات. إذا نظرنا إلى أسباب سوء الإدارة والوضع غير الجيد للبلاد في نهاية عهد إدارة روحاني (الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني)، فمن المؤكد أن السبب الأهم للنكسة التي حدثت في عملية تنمية البلاد كان الافتقار إلى التخطيط وتلخيص جميع حلول إدارة روحاني في خطة العمل الشاملة المشتركة. وبذريعة الاتفاق النووي، ربطت حكومة روحاني كافة الشؤون التنفيذية في إيران بالمفاوضات، ونتيجة لذلك، حدث سوء إدارة واختلالات خطيرة" وفق الصحيفة.

ملاحظات حول المفاوضات

كتبت صحيفة وطن أمروز: "الجميع رأى أن المفاوضات كانت تتم بشكل غير مباشر. وكان الفريقان الإيراني والأميركي في غرف منفصلة، وكانت المفاوضات تجري من خلال نقل رسائل مكتوبة بين الطرفين عن طريق وزير الخارجية العماني، وبالتالي فإن ادعاء ترامب الأسبوع الماضي بعقد مفاوضات مباشرة بين ممثلين إيرانيين وأميركيين كان كذبة كاملة. 

وهذه القضية فيها نقطتان مهمتان:

أولًا: رواية ترامب عن المفاوضات غير موثوقة.

ثانيًا: صدق إيران في رواية المفاوضات وبالتالي فإن رواية إيران عن المفاوضات ذات مصداقية.

[...] ويشير موقف إيران الداعي إلى عقد المحادثات بشكل غير مباشر إلى اليد العليا لإيران في هذه المفاوضات، والأهم من ذلك، إلى حاجة ترامب الملحّة إلى هذا الاتفاق. وإذا أضفنا إلى ذلك قصّة رغبة أميركا في توسيط الإمارات ومعارضة إيران لذلك، وفي نهاية المطاف اختيار عُمان لاستضافة المفاوضات، فمن الواضح أن إيران كانت لها اليد العليا في المفاوضات حتّى الآن. ولذلك فإن الافتراضات مثل إضعاف إيران بعد الحرب بين النظام الصهيوني والمقاومة كانت حتّى الآن لا أساس لها من الصحة وكاذبة. 

ولذلك يمكن القول إنه أصبح من الواضح أن التهديد بشن هجوم عسكري على إيران لم يكن له أي مصداقية. لقد تم رفع التهديد بشن هجوم عسكري من أجل فرض الأمور على إيران، ولكننا رأينا أنه عندما أعلن الرئيس الأميركي صراحة الأسبوع الماضي أن المحادثات يوم السبت ستعقد بشكل مباشر، فإن هذا لم يحدث عمليًا.
[...] وبشكل عام، ورغم أن المحادثات الإيرانية الأميركية في عُمان كانت بناءة، فإن العديد من الناس في إيران ما زالوا لا يملكون حكمًا أو تقييمًا نهائيًا بشأن هذا الأمر، وفقًا لممثلي الجانبين، بسبب عدم ثقتهم في الحكومة الأميركية. علينا أن ننتظر ونرى كيف ستتصرف الحكومة الأميركية في استمرار المفاوضات.

اليد العليا لإيران

كتبت صحيفة همشهري: " ما هو أكثر أهمية من أي شيء آخر في الوضع الحالي هو جوهر الحوار والتفاوض.
حتّى لو كان طرف الحوار عدوًا قديمًا، لأنه حتّى الحوار مع العدوّ له متطلباته، والإهمال في هذا الاتّجاه لن يؤدي إلا إلى إضاعة الفرص.

إن تجربة التفاوض مع الولايات المتحدة ليست جديدة أو غير مسبوقة؛ وفي الواقع، سبق للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن جلست على طاولة المفاوضات مع الجانب الأميركي في مناسبات وقضايا مختلفة. وبحسب السيد محمد مخبر النائب الأول لرئيس الوزراء في عهد الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، فإن إيران والولايات المتحدة اقتربتا في مناسبتين من التوصل إلى اتفاق، ولكن في المراحل النهائية واجهت المفاوضات عقبات ولم تتوصل إلى نتائج.

إن هذه المحادثات غير المباشرة، والتي تجاوزت الآن مرحلة التفاعلات غير الرسمية واتّخذت طابعًا رسميًا، هي استمرار لنفس عملية نقل الرسائل التي كانت مستمرة من قبل.

ولا شك أن ما هو مرغوب فيه وضروري بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو التوصل إلى اتفاق مشرف يرتكز على المصالح الوطنية. اتفاق لا يخالف المبادئ ولا يمس استقلال البلاد وسلطتها. لكن تحقيق مثل هذا الحدث يعتمد على مستوى الصدق والجدية والالتزام من الجانب الأميركي خلال المفاوضات. لأنّ سجل الولايات المتحدة في مجال الالتزامات الدولية، ليس فقط تجاه إيران، بل أيضًا تجاه العديد من الدول والشعوب، مليء بخرق الوعود وخرق العقود والخداع.

[...] النقطة الأساسية هي حماية المصالح الوطنية وتعزيزها في سياق الحوار، ولكن الواقع هو أن إيران لها اليد العليا في المعادلة الحالية. إن تهديدات دونالد ترامب وتصريحاته تنبع بالتحديد من هذا الموقف المتفوق لإيران؛ لقد أدرك جيدًا أن سياسة الضغط الأقصى، كما كان يأمل في الماضي، لم تعد ناجحة وتتطلب استراتيجية جديدة تجاه إيران. لقد فقدت العقوبات الاقتصادية، التي كانت في السابق السلاح الرئيسي لترامب، فعاليتها السابقة.

علاوة على ذلك، يقف ترامب اليوم في وضع يواجه فيه العديد من التوترات والأزمات على جبهات عالمية مختلفة. ولذلك فإن الدخول في مغامرة عسكرية مكلفة مع إيران لا يعود عليه بالنفع وقد يسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه لسمعته وأمنه الداخلي. لأن ترامب ليس أحمقًا إلى درجة عدم فهم عواقب مثل هذا الصراع المكلف".
 

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة