الخليج والعالم
على خلفية الشكوى ضدّ "إسرائيل".. الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب إفريقيا
بعد أن لجأت جنوب أفريقيا نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى محكمة العدل الدولية، وتقدّمت بشكوى تتّهم فيها "إسرائيل" بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948 في هجومها على قطاع غزّة، تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وفي تطور جديد، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أنّ سفير جنوب إفريقيا في واشنطن، إبراهيم رسول، "شخصًا غير مرحب به في الولايات المتحدة".
وأضاف في منشور على حسابه في منصة "إكس"، أنّ السفير الجنوب إفريقي "يكره الولايات المتحدة، وكذلك الرئيس دونالد ترامب"، مردفًا: "ليس لدينا ما يمكننا التحدث به معه.. وعليه، يعدّ شخصًا غير مرغوب به".
بدورها، قالت جنوب إفريقيا إنّها أُحيطت علمًا بـ"الطرد المؤسف" لسفيرها لدى الولايات المتحدة، داعيةً جميع الجهات المعنية إلى "الالتزام باللياقة الدبلوماسية في تعاملها مع القضية".
وأضافت: "بلدنا يظل ملتزمًا ببناء علاقة تتسم بتبادل المنفعة مع الولايات المتحدة الأميركية".
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإنّ هذه الخطوة "تعدّ أحدث فصل في تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا"، إذ كانت هناك توترات بين البلدين في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بعدما رفعت حكومة جنوب إفريقيا دعوى في 29 كانون الأول/ديسمبر 2023، قضية ضدّ "إسرائيل"، تتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزّة.
ومنذ أن بدأ ترامب ولايته الثانية، اتّخذت الولايات المتحدة سلسلة من الإجراءات العقابية ضدّ جنوب إفريقيا، ليس فقط من ترامب، ولكن أيضًا من حليفه ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، الذي وُلد ونشأ فيها.
وزعم كلّ من ترامب وماسك أنّ المزارعين البيض في البلاد يتعرضون للتمييز بموجب سياسات الإصلاح الزراعي التي تقول حكومة جنوب إفريقيا إنّها ضرورية لمعالجة إرث الفصل العنصري.
وقال رسول في التصريحات التي يبدو أنّها أثارت روبيو: "ما يشنه دونالد ترامب هو هجوم على القائمين على السلطة من خلال حشد التفوق العرقي ضدّهم في الداخل وفي الخارج أيضًا".
وأضاف أنّ "حركة - لنجعل أميركا عظيمة مجددًا - لم تكن استجابةً لغريزة عنصرية فحسب، بل للتحولات الديموغرافية الأميركية، حيث من المتوقع أن يصبح 48% من الناخبين البيض في الولايات المتحدة"، وأنّ "احتمالية وجود أغلبية من الأقليات تلوح في الأفق".
وتابع: "لذا، يجب أخذ ذلك في الاعتبار، حتّى نفهم بعض الأمور التي نعتقد أنّها عنصرية، وأعتقد أنّ هناك بيانات تدعم ذلك، مثل بناء الجدار وحركة الترحيل، وما إلى ذلك".
وذكر رسول أنّه "ليس من مصادفة أن ينخرط ماسك في السياسة اليمينية المتشددة، وأنّ نائب الرئيس جيه دي فانس التقى زعيم حزب سياسي ألماني يميني متشدد قبل الانتخابات هناك".
وفي كانون الثاني/يناير الفائت، سنّت جنوب إفريقيا قانون نزع الملكية، سعيًا منها إلى إنهاء إرث نظام الفصل العنصري، الذي خلق تفاوتات هائلة في ملكية الأراضي بين أغلبية السكان ذوي البشرة السمراء وأقلية السكان البيض.
ففي ظل نظام الفصل العنصري، طُرد سكان جنوب إفريقيا غير البيض قسرًا من أراضيهم لصالح البيض.
واليوم، وبعد نحو 3 عقود من انتهاء الفصل العنصري رسميًا في البلاد، لا يمتلك ذوو البشرة السمراء في جنوب إفريقيا، الذين يشكلون أكثر من 80% من سكان البلاد البالغ عددهم 6 3 مليون نسمة، سوى نحو 4% من الأراضي الخاصة.
ويُخوّل قانون نزع الملكية حكومة جنوب إفريقيا السيطرة على الأراضي وإعادة توزيعها - من دون أي التزام بدفع تعويضات في بعض الحالات - إذا تبيّن أنّه " عادل ومنصف ويخدم المصلحة العامة".
وصرّح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، بأنّ التشريع "سيضمن حصول المواطنين على الأراضي بطريقة منصفة وعادلة".
لكن البيت الأبيض يُعارض هذا الرأي، ويعتقد ترامب وماسك أنّ سياسة إصلاح الأراضي "تُميّز ضدّ البيض في جنوب إفريقيا"، بحيث أثارت هذه السياسة رد فعل قويًا من إدارة ترامب.
وفي مطلع شباط/فبراير، أعلن روبيو أنّه لن يحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهأنسبرغ، قائلًا آنذاك إنّ "جنوب إفريقيا ترتكب أفعالًا سيئة للغاية".
وبعد أيام قليلة، علّق ترامب المساعدات لجنوب إفريقيا، مدّعيًا وجود تمييز ضدّ المزارعين البيض.
وفي الأمر التنفيذي نفسه، قال إن الولايات المتحدة "ستشجع إعادة توطين اللاجئين الأفريكانيين الفارين من التمييز العنصري الذي ترعاه الحكومة".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ "أي مزارع مع عائلته من جنوب إفريقيا، يسعى إلى الفرار من ذلك البلد لأسباب تتعلق بالسلامة، ستتم دعوته إلى الولايات المتحدة الأميركية مع مسار سريع للحصول على الجنسية".
الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيغزةجنوب أفريقيا
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
01/05/2025
الصحف الإيرانية: نتنياهو في مأزق
التغطية الإخبارية
قناة المسيرة: طائرة تزوّد بالوقود بريطانية تنشط حاليًا فوق البحر الأحمر
لبنان| تعميم يتعلق بالتدابير حول تحديد محيط مركز الاقتراع
فلسطين المحتلة| مصابون بغارة لطيران الاحتلال على مبنى سكني على طريق رفح الغربية في خان يونس
وزير الخارجية العماني: تأجيل جولة المفاوضات الرابعة بين إيران وأميركا إلى موعد يتم الاتفاق عليه بين الطرفين
الخارجية الإيرانية: تغيير موعد الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة باقتراح من وزير الخارجية العماني
مقالات مرتبطة

إيران تحذّر من مغبّة السلوكيات المتناقضة والمواقف الاستفزازية لأميركا

ماذا يستفيد العراق من تفاهم أميركا وإيران؟

الصين: الولايات المتحدة "نمر من ورق" وعلى دول العالم "كسر الهيمنة الأميركية

أحداث البحر الأحمر تطرح تساؤلات كبرى حول قدرات حاملات الطائرات الأميركية

القوات المسلحة اليمنية تهاجم حاملة الطائرات الأميركية "فينسون" و4 أهداف صهيونية في يافا وعسقلان

كاتب صهيوني: نتنياهو وسموتريتش خفّضا ميزانية الإطفاء لمصلحة أموال "الائتلاف" وسبّبا تدميرًا واسع النطاق

الحرائق متوقعة والتحذيرات مُهملة: "إسرائيل" أمام كارثة بيئية متكرّرة

الحرائق تقترب من القدس: إخلاء "بلدات" وخطر داهم على محطة وقود في شاعر هغاي

هرتسوغ بين الواقع المر والأحلام المدمرة: رئيس "إسرائيل" في مأزق دائم

"رايتس ووتش" تحذّر: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تؤدّي لتقويض حقوق الإنسان والعدالة

نتنياهو يثير غضب عائلات الأسرى: إعادتهم ليست الهدف الأعلى في الحرب

الكمائن في غزة تفضح هشاشة الاحتلال عبر تصاعد العمليات النوعية

شهداء بالعشرات.. تصعيد إسرائيلي متواصل في غزة

عشرات الشهداء في قصف "إسرائيلي" مستمر على المناطق الشرقية لقطاع غزة

حكومة جنوب إفريقيا: "التجويع" سلاح "إسرائيل" بوجه غزة

بوتين: 34 دولة تقدمت للانضمام إلى أنشطة "بريكس"

في رسالة تهديدٍ واضحة.. كيان العدو يضغط لإسقاط دعوى جنوب أفريقيا

تركيا تنضم إلى دعوى جنوب إفريقيا ضدّ "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية
