عين على العدو
هرتسوغ بين الواقع المر والأحلام المدمرة: رئيس "إسرائيل" في مأزق دائم
رأى المحلّل السياسي الصهيوني في قناة "12 الإسرائيلية" رونين تسور، أنّ رئيس الكيان "الإسرائيلي" يتسحاق هرتسوغ، يجد نفسه في كابوس دائم، محاصر بين التوترات السياسية الحادة التي تشهدها "إسرائيل"، كعازف بيانو في وسط حلبة ملاكمة، يعزف بأصابعه الدقيقة نشيد "انظر ما أجمل وما أطيب، أن يلتقي الإخوة معًا"، بينما يتشاجر الإخوة من حوله حتّى يسيل الدم، وعلى مقربة منه تشتعل النيران التي تهدّد بحرق المكان ومن فيه، و"الجمهور" يدفع برؤساء القبائل بعضهم بعضاً نحو النار الملتهبة".
ولفت تسور إلى أنّ "يتسحاق هرتسوغ لم يتخيل أنّ مصيره المر سيحول حلمه النبيل في أن يصبح رئيس "دولة إسرائيل" إلى كابوس مستمر، وهو عالق بين رؤساء "دولة" نتنياهو ورؤساء "دولة إسرائيل"، وكلهم يطالبونه بالولاء لدولتهم، والإعلان عن التزامه بقوانينها وأنظمتها والعمل على هذا الأساس. إذا تجرأ على القول إنّ الاحتجاجات ضدّ الديكتاتورية المتطورة التي يروج لها نتنياهو وأتباعه مبالغ فيها وغير لائقة، وسيثير غضب العديد من المواطنين الذين يرون في نتنياهو بأنه استغل الديمقراطية "الإسرائيلية" للوصول إلى السلطة وتأسيس "دولة" نتنياهو، حيث يُمنح المعفون من التجنيد إعانات، ويقوم العمال بدفع الضرائب للمتقاعسين، ويُسمى من يضر بـ"إسرائيل" وطنيين حقيقيين، بينما يُعتبر من يهاجر من البلاد صهيونيين حقيقيين. عالم معكوس، بحسب تعبيره.
وأضاف تسور "إذا تجرأ على مطالبة الحركة البيبيستية بوقف حملة الدمار والتدمير الذاتي للتماسك الداخلي، وتفكيك منظومات العدالة والأمن، وكسر كلّ سلم القيم الذي يرتكز عليه المجتمع "الإسرائيلي" الهش أصلًا، فإن الحقن السامة ستنغرز فيه بشدة، وسيتم تقديمه فورًا كخائن، ومتعاون مع العدو، وستبدأ حملة لإلغاء مؤسسة الرئاسة. سيقاطع أعضاء الائتلاف الفعاليات التي سيتحدث فيها، وسيصبح بيت الرئيس مجرد كرسي يجلس عليه شخص غير ذي صلة".
ووفق تسور فإنّ "يتسحاق هرتسوغ أصبح رئيسًا على مهداف جميع شرائح الشعب. يشعر الجميع بخيبة أمل من طريقته، سواء من اليسار أو اليمين، ويغضب الليبراليون والمحافظون من تصرفاته، ويرونه قد تبرأ من جذوره في آن واحد، والكل يشعر أنّ هرتسوغ فقد طريقه في المتاهة الإيديولوجية المتقلبة ويفضل تجنب الاحتكاك قدر الإمكان مع القبائل، والمجموعات، والعصابات في الشوارع التي تحمل عصا إعلامية تهدّد".
وأشار إلى أنّ "يتسحاق هرتسوغ، كونه شخصًا يفضل التسويات، غالبًا ما يتمسك بتصريحات تصور الديمقراطية الإسرائيلية على أنها قوية وحيوية، لكنّها مع ذلك هشة ومهدّدة. ديمقراطية قوية وهشة أو ديمقراطية حديثة ومظلمة. هذه التصريحات تثير غضب جميع الأطراف المتنازعة الذين يرون في هذه الكلمات والتسويات المبالغ فيها نوعًا من الوحدة الاصطناعية التي لا وجود لها. ليس من الخطأ السعي إلى الوحدة، لكن الوحدة يجب أن تكون مبنيّة على الاعتراف بقواعد اللعبة، والاحترام المتبادل، والاعتراف بحدود القوّة. في "إسرائيل" اليوم، لا توجد قواعد للعبة، ولا احترام، والقوّة العنيفة تقود الأجندة الوطنية، رأى تسور".
وفي ظلّ الظروف الحالية من التوّتر والانقسام الداخلي، "أصبح هرتسوغ بمنزلة وسادة يضربها جميع الأطراف. ظهوره الإعلامي القليل لا يثير مشاعر أو تعاطفًا، ولا يقدم إلهامًا أو نقاشًا عامًا، بل يخلق شعورًا بعدم الاعتراف بخطورة الوضع. كلّ مجموعة ترى فيه شخصًا لا يدرك التهديد الوجودي الذي يطرحه كلّ طرف ضدّ الدولة. على عكس نواياه، نجح هرتسوغ في توحيد الجميع ضدّه".
الخطأ الأساسي لهرتسوغ، بحسب المحلل السياسي، هو الاحترام المبالغ فيه الذي يكنه لأصدقائه السابقين في "الكنيست" والحكومة. فهرتسوغ حريص على احترام نتنياهو، وكذلك احترام لابيد وغانتس، احترام المتدينين والاحترام للعرب. إنه حريص على عدم إهانة هذا أو ذاك، في صورة أرستقراطية في غابة. لو كان هرتسوغ أقل انشغالًا باحترام زملائه السابقين، وملائمًا خطابه للأوقات العصيبة التي نعيشها، لكان قد تحول إلى منارة للإلهام والقوّة الإسرائيلية واليهودية، بدلًا من أن يكون مجرد ضوء يومض.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، اعتبر تسور أنّه، كان بإمكان رئيس "الدولة" (الكيان) أن يبادر إلى مخطّط لتحرير المختطفين من خلال حشد دعم الرئيس الأميركي ودول رئيسية في أوروبا، وجذب الجمهور للضغط على صانعي القرار والوقوف بثبات أمام محاولات الهجوم. كان بإمكانه أن يقود تنظيمًا صارمًا ضدّ التحريض العنيف على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان بإمكانه أن يقود حملة لإدانة علنية ضدّ من يسيئون إلى العائلات الثكلى وعائلات المختطفين في "الكنيست"، وكذلك إدانة من يهاجمون الشرطة في مظاهرات الاحتجاج. كان بإمكان رئيس الدولة أن يطالب بطرد المشتبه بهم في الخيانة الذين تعاونوا مع قطر، والتي من خلالها تم تمويل حملات تسببت في قتل مختطفين بدم بارد. كان بإمكانه أيضًا التصدي للظواهر المذلة مثل إهانة الضباط والجنود والموظفين العموميين الذين لا يستطيعون الرد على أعضاء "الكنيست" والوزراء الذين يهينونهم.
وأضاف أيضًا، "كان بإمكان رئيس الدولة أن يدعو نفسه إلى "الكابينت" للمطالبة بتجنيد متساوٍ للجميع، بل كان بإمكانه بدء حملة وطنية تطالب بفرض عقوبات على من لا يتحملون العبء. كان بإمكان الرئيس أيضًا أن يبدأ في تفعيل "قانون الأساس: الديمقراطية" الذي يحدد أساسيات النظام في "إسرائيل". كان بإمكانه تنظيم لقاءات بين الأطراف الإيديولوجية المتصارعة لإجراء حوار محترم بينهم، لكي لا يتحول الخلاف الداخلي إلى حرب أهلية. بشكل عام، كان من الأفضل له أن يتخلى عن رباط عنقه وبدلاته ويرتدي جينز وتيشرت، ويذهب إلى شباب التلال وإلى رواد المقاهي في "تل أبيب"، ويلتقي بالجنود والعلماء، ويجمع المدونين، مستخدمي تيك توك والصحفيين من نوع دانيال عمرام، من أجل تغيير الحوار، وإعادة ترتيب الأجندة الوطنية وتغيير وجه الدولة".
هذا، ورأى تسور أنّه "يمكن لهرتسوغ أن يصبح الرئيس الأكثر أهمية في تاريخ "الدولة" (الكيان)، ولكن يمكن أن يُنسى كمن لم يكن شجاعًا بما فيه الكفاية للوقوف في وجه أولئك الذين يهدّدونها من الداخل. ليس من المتأخر الانطلاق في رحلة مشتركة مع غالبية مواطني الدولة لإنقاذها من مخالب الكراهية الداخلية".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
التغطية الإخبارية
لبنان| تعميم يتعلق بالتدابير حول تحديد محيط مركز الاقتراع
فلسطين المحتلة| مصابون بغارة لطيران الاحتلال على مبنى سكني على طريق رفح الغربية في خان يونس
وزير الخارجية العماني: تأجيل جولة المفاوضات الرابعة بين إيران وأميركا إلى موعد يتم الاتفاق عليه بين الطرفين
الخارجية الإيرانية: تغيير موعد الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة باقتراح من وزير الخارجية العماني
اليمن| السيد الحوثي: العدو يعمل في خطين متوازيين حرب صلبة عسكرية تدميرية وحرب ناعمة مفسدة مضلة للتأثير على النفوس
مقالات مرتبطة

كاتب صهيوني: نتنياهو وسموتريتش خفّضا ميزانية الإطفاء لمصلحة أموال "الائتلاف" وسبّبا تدميرًا واسع النطاق

الحرائق متوقعة والتحذيرات مُهملة: "إسرائيل" أمام كارثة بيئية متكرّرة

الحرائق تقترب من القدس: إخلاء "بلدات" وخطر داهم على محطة وقود في شاعر هغاي

"رايتس ووتش" تحذّر: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تؤدّي لتقويض حقوق الإنسان والعدالة
