إيهود باراك: نتنياهو يقود "إسرائيل" إلى نقطة اللاعودة

قال رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك إن "إسرائيل" تقف على حافة الهاوية، أمام خطر فوري وواضح على الأمن القومي، وعلى استقلالية المحكمة، وعلى فصل السلطات والديمقراطية، على ترتيبات الحكم، وعلى "جيش الشعب"، وعلى التضامن الداخلي، وعلى مكانتها الدولية، وعلى هويتها، وقيمها ومستقبلها". ورأى أن "الشخص الذي أوصلها إلى حافة الهاوية، ويصرّ على دفعها نحوها من أجل إخراج نفسه من نتائج إخفاقاته، من فقدان السلطة، من التحقيق في "قطرغيت"، من الحكم في محاكمته ومن حكم التاريخ، هو الذي يقف على رأسها، بنيامين نتنياهو".

كلامه هذا جاء في مقالة له نشرها موقع القناة 12 "الاسرائيلية"، حيث يضيف باراك: "يجب أن تكون أعمى، أحمق، وحشًا أو مملوءًا بالخوف كي لا ترى هذه الحقيقة الواضحة، حتى وإن كانت مؤلمة. نتنياهو يعمل في السنتين والربع الأخيرتين كالمجنون الذي فقد عقله، ليدمر ما بُني في "اسرائيل" خلال الـ 140 عامًا الماضية. إنه ثمرة حلمهم، عملهم، عرقهم ودمهم من أجيال "إسرائيلية"".

وتابع: "عاد نتنياهو من واشنطن مهزومًا ومهانًا. الولايات المتحدة تبدأ مفاوضات مباشرة مع إيران والرئيس التركي أردوغان، "الصديق الجيد" للرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي سيحل أي مشكلة قد تظهر معه. بشأن الرسوم الجمركية: "لنرى، أنتم تتلقون أربعة مليارات دولار كل عام". ربما بدأ ترامب يبتعد عن سحر نتنياهو. في أقل من شهر، سيزور المنطقة. ترامب يتوقع جمع استثمارات تقدر بنحو تريليون دولار لصالح الولايات المتحدة، من السعودية والإمارات. ومن المرجح أنه سيعمل على إنهاء الحرب في غزة خلال زيارته، حتى وإن كان يعني ذلك الضغط على "إسرائيل". لذلك، في هذه المرحلة، يترك المسألة لنتنياهو، لكنه يشير إلى أن الحرب ستنتهي في المستقبل القريب".

كما أشار باراك إلى أنه: "في مثل هذه المدة الزمنية القصيرة، لا يمكن تحقيق أي نتيجة استراتيجية حقيقية في الحرب"، مرجّحًا أن لا يؤدي الضغط العسكري إلى دفع حماس للإفراج عن الأسرى، ولفت الى أن القتال المكثف هو حكم إعدام لعدد غير معروف من أولئك الذين ما يزالون على قيد الحياة.

كما قال: "هذه هي "حرب سلام نتنياهو". حرب خداع لا يقودها تفكير استراتيجي أو سياسي، بل يقودها الحاجة الشخصية والسياسية لنتنياهو، لمواصلة الحرب من أجل منع انهيار حكومته ووقوفه أمام التحقيق في محاكمته وفي لجنة تحقيق حكومية. نتنياهو يهلوس - في جلسة الحكومة قبل 12 يومًا- حول تدمير حماس، وتوعّد بأن يسلم أسلحتها، وأن ينفي قيادتها، وأن يمهد الطريق لـ "الترانسفير الطوعي" وتنفيذ "خطة ترامب". لكن من الواضح لأيّ مراقب أن ترامب لم يعد يتوقع "ريفييرا" في غزة. إنه في مكان آخر تمامًا، وسيكتشف نتنياهو ذلك مرة أخرى، متأخرًا وبالطريقة الصعبة". 

وتابع باراك: "الطريقة الصحيحة التي كان ينبغي على الحكومة اتخاذها هي إعادة جميع الأسرى فورًا- وكانت مفترضة قبل مقتل 41 أسيرًا عند حماس بقصف الجيش - حتى وإن كان الثمن هو وقف الحرب.. الإدارة الاستراتيجية المهملة للحرب في غزة، والتي بدأت برفض منهجي لمناقشة "اليوم التالي"، جنبًا إلى جنب مع دورها البارز في الأحداث التي سبقت 7 أكتوبر وفي أثنائها، هي الأسس المباشرة للمسؤولية واللوم التي تقع على عاتق نتنياهو".

ووفقًا لإيهود باراك، الصورة التي تتجمّع أكثر خطورة بكثير؛ هي أن:" نتنياهو قد أعلن حربًا على "إسرائيل"- لكن "إسرائيل" "ستنتصر"- في سعيه المحموم للخروج من محنته، خذل والآن يضحي بالأسرى. بدأ في حرب خداع اسمها "حرب سلام نتنياهو". هو يمنع إنشاء لجنة تحقيق حكومية ليفلت من حكمها ومن مسؤوليته. يدفع بـ "قانون التهرب" في أثناء الحرب. يسمح بالنهب من المال العام، والإهانة للمحكمة العليا".

يخلص باراك إلى أن الرد الوحيد الذي يمكنه إيقاف اندفاع نتنياهو نحو الهاوية هو: "عندما يرفرف فوق رأسه العلم الأسود، هو إعلان عجزه أو منعه من الاستمرار في شغل منصب رئيس الوزراء. ويجب على المستشارة القانونية أن تطالب بذلك، بالتشاور مع فريقها من المحكمة العليا وربما أيضًا مع رئيس الشاباك". وختم: " أعتقد بأنه من المشروع أن نتوقع أن تنظر بجرأة في هذه الحقيقة الصعبة - وتقرر بشكل صحيح. كل هذا لن يحدث إذا لم يخرج مئات الآلاف منا إلى احتجاج "مدني" غير عنيف وعلى نطاق واسع، يعطل "الدولة"، منذ اللحظة التي ترفع فيها المستشارة القانونية مطالبها بإعلان عجزه وحتى يترك العاجز منصبه. هذا ليس مجرد حقنا. إنه واجب كل واحد منا، بصفتنا "مواطنين" حريصين على الحرية. وفي أداء هذا الواجب سنُختبر".

الكيان الصهيونيغزةبنيامين نتنياهوالأسرى

إقرأ المزيد في: عين على العدو