لبنان
الرئيس عون من المجلس الاقتصادي والاجتماعي: لنبدأ عملنا فورًا
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للقاء ممثلي قوى الإنتاج والمجتمع المدني.
وفي كلمة له من المجلس، قال الرئيس عون: "يمرُّ الزعماءُ السياسيون، عادةً، في ثلاثِ مراحل. في مرحلةٍ أولى؛ حين يصلون إلى السلطة يكونون منفتحين على الاستماعِ إلى الآخرين، إذ يعرفون أنهم لا يعرفون، فيحاولون أن يفهموا كيف يؤدون دورَهم الجديد. وبعد مدة، يقتنعون بأنهم راكموا ما يكفي من تجربة، وقد باتوا يعرفون ما يكفي، ليتخيّلوا بأنهم فهموا كلَ شيء، وهذه هي المرحلة الأكثرُ خطورة، وهي مرحلة "الثقةِ المُفرطة"، حين لا يعودون يستمعون إلى أحد".
وأضاف: "فقط، بعضُ الزعماءِ يبلغون المرحلة الأخيرة، مرحلةَ النضجِ السياسي، حين نكتشفُ أنّ تجربتَنا لا تشكّلُ الخُلاصةَ الكاملة للمعرفة السياسية إطلاقًا، فنعودُ إلى الإنصات للآخرين، لكنّ غالبيةَ الزعماء لا يبلغون هذه المرحلة أبدًا".
وأردف: "حضرات السيدات والسادة، رئيس وأعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مسؤولو كلِ القطاعات الاقتصادية اللبنانية، جئتُ إليكم اليوم، طالبًا منكم خدمة، ألا وهي مساعدتي ومساعدةُ كلِ مسؤولٍ في لبنان على أن نبدأ عملَنا فورًا من المرحلة الثالثة السابقِ ذِكرُها. جئتُ إليكم اليوم، لأكشفَ لكم سرًا مكشوفًا، تعرفونَه مثلي وأكثر، وهو أن المسؤولَ يحتاجُ إلى مقوّماتٍ كثيرة ربما، وغالبًا إلى أشخاصٍ كُثر، لكنه يحتاجُ أولًا إلى من يقولُ له "لا"، ولو بصيغةٍ مهذبةٍ مخفّفةٍ من نوع: "نعم؛ ولكن"، شرطَ ألّا تكونَ "لا" كيدية. أو ثأرية أو أنانية أو عدمية، وألّا تكونَ حتمًا، "لا"، من نوع "قوم حتى إقعد محلّك"".
وأكد أن: "المسؤولُ الحكيم يحتاجُ في كلَ لحظةٍ إلى "لا" مبنيّة على العلم. وعلى البحث وعلى الخُبراتِ المتراكمة وعلى النزاهة الفكرية، وخصوصًا على هاجس السعيِ إلى المصلحةِ العامة، وطبيعةُ هذا المجلس، هو أن تكونوا كذلك". وتابع: "هنا، وفقط هنا، يلتقي العمالُ مع أربابِ العمل، مع كلِ أطرافِ الإنتاج الوطني، مع كلِ محرّكي الاقتصادِ الواسع، مع تمثيلٍ شاملٍ لكلِ يدٍ تتعبُ وتكِدُّ، لتُنتِجَ في أرضِنا وبلدِنا، ففي الشأنِ العام، ثمةَ مدرستان، مدرسةٌ تعتقدُ بأنّ السياسةَ هي نشاطٌ سُلطوي، محورُه الحاكم، وهدفُه خيرُ الحاكم، وهناك مدرسةٌ ثانية تؤمنُ بأنّ السياسةَ هي نشاطٌ إنساني، محورُه الإنسان، وهدفُه خيرُ الإنسان، أولًا وأخيرًا".
وأردف: "أنا من المؤمنين بالمدرسة الثانية، ومنذ وُلدتُ ونشأتُ في عائلتين، يشمَخُ تواضعُهما، بالشرفِ والتضحية والوفاء، وحتى نلتُ شرفَ أنْ أكونَ الخادمَ الأولَ لأهلي وشعبي، فأنا ابنُ هذه الأرض، الطالعُ من جذورِها وترابِها وعرقِ الجباهِ الكادحة، بلا عِقدٍ من أيِ نوع، ولا ادعاءاتٍ من أيِ صنف".
وتوجه الرئيس إلى أعضاء المجلس قائلًا: "لذلك، أنا أحتاجُ إليكم، كما إلى كلِ لبنانيٍ حر، أحتاجُ إلى رأيِكم، إلى مشورتِكم، إلى خُبراتِكم وعِلمِكم وتخطيطِكم ودراساتِكم، وهذا ما حققه مجلسُكم الكريم، برئاسةِ الأستاذ شارل عربيد وكلِ الأعضاء، حين باتَ قانونُكم المعدّل، والذي أقرّه المجلسُ النيابي مشكورًا، يُلزِمُ الحكومةَ باستشارتِكم، في كلِ شأنٍ اقتصاديٍ أو اجتماعيٍ أو بيئي، ويفتحُ للمؤسساتِ الدستورية الأخرى بابَ الحقِ باستشارتِكم أيضًا، فلا تتنازلوا عن هذا الحق، ولا تتساهلوا في أدائِه".
وختم: "أنا هنا اليوم، لأتعهدَ لكم بأن أكونَ معكم، أحمي واجبَكم وحقَكم، وأحتمي برأيِكم وفكرِكم، لنحقق جميعًا خيرَ أهلِنا وشعبِنا، خيرَ الإنسان، في وطنِ الإنسانِ لبنان، عشتم وعاشَ لبنان".
في سياق آخر، غادر العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون لبنان، بعد ظهر اليوم، متوجهين إلى روما، للمشاركة في مراسم تشييع البابا فرنسيس في الفاتيكان.
إقرأ المزيد في: لبنان
التغطية الإخبارية
المالديف أمام العدل الدولية: قلق من استهداف "الأونروا" ودعم ثابت لفلسطين
فلسطين المحتلة| 10 شهداء في قصف صهيوني على قطاع غزّة منذ فجر اليوم الخميس
فلسطين المحتلة| أطفال غزّة يموتون بصمت والمعابر مغلقة
غزّة على شفا مجاعة: برنامج الأغذية العالمي يحذّر من كارثة إنسانية وشيكة
لبنان| انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات البلدية في قضاء البترون
مقالات مرتبطة

بيان لبناني إماراتي: اتفاق على مشاريع تنموية مشتركة

حسابات ما بعد التغيير في سورية: "إسرائيل" تعرض على أميركا خطة توسيع احتلالها في لبنان

إعلان لوائح "التنمية والوفاء" لعضوية مجالس بلديات حارة حريك وبرج البراجنة والغبيري

جنبلاط: بداية مرحلة جديدة ومستعد للذهاب إلى دمشق مجددًا.. من أهان النبي والإسلام يجب أن يحاسب

الرئيس بري لرئيس لجنة وقف إطلاق النار: عليكم إلزام "إسرائيل" بالاتفاق

جيفرز في بيروت.. التطورات في الجنوب وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على الطاولة

الرئيس عون: انسحاب العدو من التلال الـ5 ضرورة لاستكمال انتشار الجيش اللبناني

الرئيس بري: سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها
